حكايتنا

في عام 1998، تلقيتُ إهداءً صغيرًا ومؤثرًا من والدي على الصفحة الأولى من كتاب بعنوان الأدب والطفل. كتب فيه أمنيته أن أحقق  يومًا ما شيئًا عظيمًا في مجال أدب الأطفال. في ذلك الوقت، لم أكن أتصور أبدًا كيف يمكن لتلك الكلمات البسيطة أن تصبح نبوءة تحقق نفسها.

بعد عشرين عامًا، وتحديدًا في عام 2018، وبعد سنوات من العمل في مجال النشر، قررت أن أبدأ مشروعي الخاص وأؤسس دار نشر حملت اسم عالية.

في الشهور الأولى، كنت أتوق لأن يُسمع صوت عالية، لكن الصمت كان طاغيًا. في الوقت نفسه، كان والدي يمر بوعكة صحية شديدة. تركت كل شيء وكرست وقتي للبقاء بجانبه أثناء فترة علاجه في المستشفى. وخلال تلك الفترة، تعرفت على ممرضتين رائعتين من خارج القاهرة. وبحثًا عن طريقة لرد الجميل لهما، فكرت أنهما قد تساعدانني في توصيل الكتب إلى مناطق مختلفة في البلاد. لكن حتى ذلك الحين، لم يتغير شيء.

ثم، ذات صباح، وبعد أن عاد والدي إلى المنزل وتحسنت حالته، استيقظت لأجد حسابي على فيسبوك يغرق بالإشعارات. ظننت أنه تم اختراقه، لكنه لم يكن كذلك—فقد كانت كلها طلبات شراء كتب.

وكان هذا هو الميلاد الحقيقي لدار عالية. 

ومن هناك، بدأت عالية في النمو. وعندما عادت قصة الإهداء إلى الظهور مجددًا، كان الدور هذه المرة قد انقلب. كنت قد انتهيت من كتابة نص جديد، وكان على وشك أن يُرسل إلى الرسّام، حين تدهورت صحة والدي مرة أخرى. كنت حينها في كوبنهاغن، واضطررت للانتظار ثلاثة أيام للحصول على نتيجة اختبار PCR حتى أتمكن من السفر إليه. لكن للأسف، وافته المنية قبل أن أصل.

في تلك اللحظات المؤلمة، خطرت لي عبارة: "إلى من يستحقون أن نقطع لهم المسافات”. وكانت تلك إهدائي له—كلمات وداع وامتنان أخير. وبعد عام واحد، حصل هذا الكتاب، المهدى إلى روحه، على جائزة اتصالات المرموقة لأدب الطفل.

وأُقيم حفل توزيع الجوائز في الشارقة، الإمارات. وفي العام الذي تلاه، حصل كتاب آخر من إصدارات عالية على جائزة جديدة من الشارقة أيضًا. من إهداءين صغيرين—أحدهما من والدي لي، والآخر مني إليه—وُلد قلب دار عالية.

اليوم، وبعد إصدار أكثر من 70 كتابًا، ووصولنا إلى أكثر من 10,000 طفل في مصر، نبدأ فصلنا الجديد في الإمارات. بنفس الحلم الذي بدأ كل شيء:

أن نُعيد متعة العودة للقراءة باللغة العربية، وأن نصنع كتبًا تسكن قلوب الأطفال.

مرحبًا بكم في دار عالية للنشر.

مهمتنا

رؤيتنا

أن نصبح بيت النشر العربي الرائد الذي يعيد تعريف تجربة قراءة الطفل العربي، ويجعل من الكتاب نافذة ممتدة للخيال، والمعرفة، والهوية الثقافية، بحيث تُصبح القراءة عادة متجذرة وأسلوب حياة
أن نصبح بيت النشر العربي الرائد الذي يعيد تعريف تجربة قراءة الطفل العربي، ويجعل من الكتاب نافذة ممتدة للخيال، والمعرفة، والهوية الثقافية، بحيث تُصبح القراءة عادة متجذرة وأسلوب حياة